جامعة فلسطين الأهلية تحتفل بتخريج الفوج الثالث عشر من طلبتها
بمشاركة ورعاية وزير التعليم العالي والبحث العلمي
جامعة فلسطين الأهلية تحتفل بتخريج الفوج الثالث عشر من طلبتها
احتفلت جامعة فلسطين الأهلية، اليوم الاربعاء، بتخريج الفوج الثالث عشر من طلبتها في حرم الجامعة برعاية ومشاركة وزير التعليم العالي والبحث العلمي أ. د. محمود أبو مويس، ورئيس مجلس أمناء الجامعة الأستاذ داود الزير، ونائب رئيس مجلس أمناء الجامعة الأستاذ شريف الشطريت، ورئيس الجامعة الدكتور عماد الزير، وقادة الاجهزة الامنية ومدراء الدوائر الحكومية ورؤساء البلديات ومؤسسات المجتمع المدني ورجال الدين المسيحي والإسلامي وأعضاء الهيئتين الأكاديمية والإدارية وأهالي الخريجين.
وضم الحفل نحو (526) خريج وخريجة من مختلف تخصصات درجات الماجستير والبكالوريوس والدبلوم المتوسط، وأقيم وسط أجواء من الفرحة والبهجة والسرور.
بدأ الاحتفال الذي تولى عرافته الدكتور محمود طميزه، بدخول موكب الخريجين والخريجات وأعضاء الهيئة التدريسية وعمداء الكليات ونواب ومساعدي الرئيس ومجلسي الأمناء والادارة وضيوف المنصة، وتلا الدكتور جمال ثوابتة آيات عطرة من القرآن الكريم، فيما عزفت المجموعة البابوية البيتجالية السلام الوطني الفلسطيني، ووقف الجميع دقيقة صمت على أرواح شهداء فلسطين.
وفي كلمته، ترحّم أبو مويس على أرواح الشهداء، ناقلاً للحضور تحيّات الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء د. محمد اشتية، مباركاً للخريجين وذويهم هذا النجاح، مشيداً بتميّز وتطوير جامعة فلسطين الأهلية، مشيراً إلى أن الحكومة ومنذ اليوم الأول حملت شعار “الانتقال من التعليم إلى التعلّم ومن الاحتياج إلى الإنتاج”.
وأضاف الوزير: “إن ثلاثية التقنية والثنائية وتلبية حاجات سوق العمل قد رفعت نسبة الإقبال في فلسطين على التعليم التقني والثنائي من 5% عام 2017 إلى 15% عام 2022، وأن ثلاثية الرقمية والعولمة ونقل التكنولوجيا قد منحت جامعاتنا فرصة المنافسة والوصول إلى مقاعد مُتقدّمة لها في التصنيفات العالمية، وأن ثلاثية دعم البحث العلمي والدراسات العُليا وربطها في سوق العمل قد وضعت فلسطين الأولى نوعياً على العالم العربي وكمياً بترتيب 107 بعدما كان 142 من بين 242 دولة”.
ودعا أبو مويس مؤسسات التعليم العالي الفلسطينية إلى محاربة البطالة بالتعليم التقني، ومواكبة الثورة الصناعية بالرقمنة والتحوّل الرقمي والذكاء الصناعي، مشدداً على أهمية تعزيز المهارات والتمكين والتكوين، وأن الدعوة مفتوحة إلى نموذج “جامعاتٍ بلا جدران”.
وقال وزير التعليم العالي: “أيها الخريجون والخريجات، اليوم تحقق الأمل وغداً تبدأ رحلة البحث عن العمل، فتابعوا الإعلانات، قدّموا ونافسوا، وإبدأ عملاً صغيراً فقد يكبر ويزدهر، ومن المهم جداً متابعة صفحة الوزارة ودائرة المنح الخارجية فالفرص كثيرة ومتعددة، واعلم أيها الخريج أن الوزارة قدّمت في عهد هذه الحكومة 6000 منحة دراسية من 30 دولة، 30% منها دراسات عليا”.
وتابع الوزير: “طوّر نفسك مهنياً ورقمياً ومهاراتياً، وحافظ على التواصل مع جامعتك ونشاطاتها، واجتهد وثابر فالرزق على الله، ولن يَخذِلَ الله طالب علمٍ أو عمل”.
من جانبه، قال الأستاذ داود الزير رئيس مجلس أمناء جامعة فلسطين الأهلية “نلتقي اليوم في هذه الأمسية الجميلة في رحاب جامعة فلسطين الأهلية لنحتفل معاً بتخريج كوكبة رائعة متميزة من طلبة هذه الجامعة الذين أكملوا دراستهم الأكاديمية والعلمية على يد أساتذة أكَفاء، هذا الفوج هو الفوج الثالث عشر من خريجي هذه الجامعة التي أنشأها نخبة من شخصيات وطنية استهووا العلم استثماراً وأبناءنا انتاجاً وخير حصيلة انتاج هم أبناؤنا الطلبة الذين نعدهم لقادم الأيام للتفوق والتحرير والنصر بإذن الله”.
وتطرق الزير إلى الظروف الصعبة التي يعيشها شعبنا، قائلا” لا ننسى أننا نعمل على أرضنا في ظروف استثنائية غير طبيعية من حيث الاحتلال وعدوانه ومطاردته لأبنائنا. نعيش في سجون مفتوحة في الضفة الغربية وغزة لها بوابات يحرسها العدو يفتحها متى شاء ويغلقها متى شاء، كان مدعو للحضور اليوم وفدٌ من الجامعات التركية ورئيس اتحاد الجامعات العربية ولم نتمكن من الحصول على تصاريح لهم لزيارة الضفة الغربية للمشاركة في هذا الحفل “.
ووجه حديثه لوزير التعليم العالي قائلا”معالي الأخ العزيز د. محمود أبو مويس أنت أكثر من يعرف طبيعة الجامعات الفلسطينية وتحدياتها كونك كنت رئيساً لجامعة فلسطينية وتعلم ما تعانيه جراء قيود الاحتلال على حركة دخول الأكاديميين العرب والأجانب الذين يرغبون في العمل في مؤسسات التعليم العالي الفلسطينية وهذه القيود تطال الطلبة أيضا من العرب والأجانب الذين تستقطبهم البرامج التعليمية في هذه الجامعات الذين لا يستطيعون الالتحاق بجامعاتنا. وأصبحنا نستبدل ذلك بإرسال أساتذة مبعوثين للدراسة في الجامعات الدولية ليتخرجوا منها بكفاءات علمية لسد النقص الذي لا نستطيع سده بمدرسين من الخارج وهذا فتح بابا لتوسع الأفكار والعلوم المختلفة بين شبابنا من الأساتذة والمدرسين، وشعبنا شعب مبدع دائماً في كل الظروف مهما قست”.
وتابع: في اعتقادي بالتكامل بين رؤية أصحاب القرار وبين رؤية مؤسساتنا التعليمية الجامعية وطموحها سنصل إلى التطور المنشود في هذا المجال، مُؤَكِداً أن القطاع الخاص هو شريك حقيقي في البناء والتنمية وهو رافعة الاقتصاد الوطني الحقيقي، وهو بحاجة للدعم والمساندة بإعطائه فرصة حقيقية ليعمل ويبني ويُبدع كلٌ في مجاله ليتكامل البناء في مؤسساتنا الوطنية من أجل الصمود وتحدي الاحتلال الذي يريدنا تُبعاً لهُ في كل مناحي الحياة”.
وقال “لقد تطورت هذه الجامعة ونمت وأصبحت من الجامعات الرائدة والمرتادة والمميزة خلال سنوات قصيرة التي تحسب من عمر الجامعات. لقد امتدت علاقات هذه الجامعة مع جامعات دولية باتفاقيات ثنائية لتبادل الخبرات والبعثات الدراسية والبرامج المشتركة وزيارات الأكاديميين لتبادل المعرفة في مجالات علمية متعددة.”
ووعد الجميع قائلا” أعدكم بأن هذا الصرح العلمي سيبقى نبراساً للعلم والمعرفة والتطور والأبحاث الهادفة لخدمة أبناءنا ولخدمة شعبنا إلى ما شاء الله أن يكون”.
وفي الختام أهنئ نفسي وأهنئ ذوي الطلبة أباءً وأُمهات بتخرج أبنائهم بنجاح.
بدوره، رحب رئيس الجامعة الدكتور عماد الزير بالحضور، قائلا “أسعد الله مساءكم بكل الحب والخير، في هذا المساء الجميل في حرم جامعة فلسطين الأهلية الرئيس في هذا الحفل المهيب الذي نخرج فيه الفوج الثالث عشر، فأهلاً وسهلاً بكم جميعاً”.
وهنأ الزير الخريجين، قائلا ” أهنئكم وأهنئُ ذويكم فقد حققتم إنجازاً نوعياً ونجحتم في عبور هذه المحطة نحو مستقبل واعد بأذن الله ومسيرة مهنية مشرقة، لتكونوا كما عهدناكم محط فخرنا وسفراءً لجامعتكم أينما حللتم واينما كنتم”.
وقال “منذ سنوات قليلة، اتخذنا قرارات استراتيجية أحدثت تغييرات جذرية في مسيرة الجامعة نحو التقدم نحو التنمية والاستدامة والتطوير. فقد اشتملت خطتنا الخمسية الحالية على مجموعة من المحاور الاستراتيجية والمفصلية تمثلت في جودة العملية الأكاديمية ونوعية البرامج، البنية التحتية والبيئة الجامعية، البحث العلمي، الاستثمار في الكادر البشري، التطوير المجتمعي والشراكات والتدويل.
وعلى صعيد الجودة الأكاديمية، قال الزير “ان الجامعة تمكنت ومن خلال دراسات معمقة لاحتياجات سوق العمل محلياً واقليمياً للاستمرار في استحداث البرامج الأكاديمية التي تواكب احتياجات السوق والتطور التكنولوجي المتسارع في العالم كالتربية الرقمية والتصميم الداخلي وتمريض حديثي الولادة والاطفال، والاقتصاد الدولي والتنمية والطاقة المتجددة، وقد وفرت الجامعة كل ما تحتاج هذه التخصصات من مختبرات وقاعات وبرمجيات مجهزة بأحدث التقنيات التعليمية. مما يعكس رؤية الجامعة كجامعة ريادية ذكية وتقديم بيئة تعليمية تفاعلية ومتطورة”.
على صعيد البنية التحتية، قال الزير “ومن هذا المنبر وفي مثل هذا الحفل المهيب العام الماضي، وعدناكم بأننا سنفتتح سويا الحرم الجامعي الجديد وبحمد الله وبفضله وبجهود سواعد كادر هذه الجامعة وبتوجيهات مجلسي أمنائها وإدارتها الكريمين وعلى رأسهم سعادة الأستاذ داود الزير وبمساندة معالي وزير التعليم العالي والبحث العلمي افتتحنا بداية الفصل الدراسي الثاني الحرم الجامعي الجديد وأنشأنا درة التاج كلية العلوم الطبية لمساندة ضمن خطتنا في المرحلة الاولى، التي وفرنا فيها جميع المختبرات العلمية الحديثة المتخصصة في مجالات التغذية الطبية والتمريض والأشعة والعلاج الطبيعي”.
وأشار إلى ان الجامعة عازمة على تشييد مبانٍ جديدة وحديثة ضمن المرحلة الثانية منها مبنى كلية الدراسات العليا والبحث العلمي، والمكتبة الرقمية والمرافق الرياضية الجديدة والحديثة”.
على صعيد البحث العلمي، قال ان “الجامعة بدأت بوضع خطواتها الرصينة الواثقة المبنية على أسس علمية متقدمة لمجلة جامعة فلسطين الأهلية للبحوث والدراسات التي تحوي مجموعة من الأبحاث الرصينة المحلية والدولية وباتت مصنفة في معامل التأثير العربي وموجودة على منصات البحث العلمي والفهارس العالمية، وقريباً ستدخل ضمن قاعدة بيانات سكوبس”.
كما وقامت باستحداث العيادة البحثية التي سيقع على عاتقها تدريب ورفع كفاءات الباحثين والباحثات والمبتكرين والمبتكرات بأحدث الوسائل والأدوات التقنية وأساليب البحث العلمي المتقدم والإبداعي لنخلق جيلاً قادراً على كتابة اسم فلسطين في المحافل الدولية العلمية والمساهمة في الابتكار والاختراع والبحث العلمي الرصين.
على صعيد الاستثمار في المورد البشري، قال “ادركنا ان الإنسان الفلسطيني هو محور البناء، وأساس النهضة فكان النهج واضحا. الصرح العلمي يبنى على أكتاف علماء وباحثين متفردين ومميزين. فكان الاستقطاب لنخبة مميزة من الأكاديميين والباحثين في مختلف المجالات. ولتعزيز هذا التوجه قمنا بابتعاث مجموعة من أبناء أسرة الجامعة الى اعرق الجامعات في العالم. وقد عاد جزء منهم وها هم يقوموا باداء دورهم وفق ما تم التخطيط له وآخرون “من خلفهم لمّا يلحقوا بهم” ليكتمل البناء الهيكلي لكليات جامعتنا الحبيبة في نسق متكامل متعاضد “.
على صعيد المجتمع المحلي وعلاقة الجامعة بمحيطها، قال “فقد كان للجامعة خطوات ثابتة في الانفتاح، فكنا ولا زلنا مثابرين على ان تكون الجامعة منارة علم متاحة لمؤسسات المجتمع المدني، مفتوحة لتبادل الخبرات وتبادل المعارف، تمكنا من توقيع اكثر من 250 اتفاقية مع مشغلين ومؤسسات محلية لتبادل الخبرات والمعارف وتدريب الطلبة، وتمكنا ايضا من ابرام اتفاقيات مع نقابات فلسطينية كالمحامين والتمريض والمهندسين وغيرهم وغيرهم من النقابات والمؤسسات حتى نتمكن من تبادل الخبرات واتاحة الفرصة لشركاء المستقبل ان يتقدموا بمقترحاتهم حول نوعية الخريج ومواصفاته ومدى موائمته لمتطلبات سوق العمل”.
وعلى المستويين العربي والعالمي، قال الزير ان “الجامعة ابرمت اتفاقيات وشراكات نوعية في مجالات التبادل الأكاديمي والطلابي والبرامج المشتركة، ووقعت أكثر من 20 اتفاقية مع مجموعة من الجامعات العربية والدولية، ابرزها اتفاقية مع جامعة بريطانية لاطلاق برامج مشتركة لنكون على نفس خط التطور العالمي”.
وفي نهاية كلمته بارك للناجحين في الثانوية العامة ونصحهم باختيار التخصصات المناسبة التي تلائم متطلبات سوق العمل.
بدورها، ألقت الطالبة الأولى على الجامعة هديل كامل كلمة الخريجين، قالت فيها ” إنه لمن دواعي فخري واعتزازي أن أقف اليوم أصالة عن نفسي ونيابة عن زملائي وزميلاتي الخريجين والخريجات على منصة حملت قبل ذلك احلام اثنا عشر فوجاً”.
ووجهت كامل الشكر والتقدير لكل من ساهم في وصولها الى هذه المنصة قائلة “ولا يسعني في هذا المقام العظيم إلا أن أوجه لمسة وفاء صادقة لوالدي ووالدتي واخواني”.
وقالت “التحقت بالكلية التي طالما حلمت بها، حظيتُ بالكثير من الأيام الطيّبة؛ وفي محفظتي ألف ذِكرى وعدد لا يُحصى من اللحظات الجميلة”.
وتابعت “أقف اليوم أحمل مشاعر الفخر، والاعتزاز بأني أنتمي إلى جامعتي العظيمة، وبما حققت من تفوقٍ أكاديمي مستحقة درجة البكالوريوس في القانون بتقدير ممتاز.”
وتابعت “أما أنتم أيها الزملاء خريجو وخريجات الفوج الثالث عشر فقفوا ، قفوا وارفعوا هاماتكم عالياً وصفقوا لأنفسكم فخرا ً، مباركٌ لأهلنا هذا الغراس ومباركٌ علينا ما جنينا”.
وجرى تكريم أوائل الطلبة على الكليات الأكاديمية، حيث سلم أعضاء المنصة الجوائز المقدمة على الطلبة التالية اسماؤهم: هديل مجاهد داود كامل الأولى على كلية الحقوق والأولى على الجامعة، كوثر عبد الله فتوح دنديس الأولى على كلية الآداب، اسيل عمر عزات ابو لطيفه الأولى على كلية العلوم الإدارية والمالية، ابال معين عبدالخالق دوابشه الأول على كلية الهندسة وتكنولوجيا المعلومات، نادين خالد ساري طقاطقه الأولى على كلية العلوم الطبية المساندة، براءه خالد محمد ذويب الأولى على كلية المهن والعلوم التطبيقية.
وفي الختام، تم توزيع الشهادات على الطلبة الخريجين.