جامعة فلسطين الأهلية تحتفل بتخريج الفوج الحادي عشر من طلبتها

احتفلت جامعة فلسطين الأهلية، اليوم الاربعاء، بتخريج الفوج الحادي عشر من طلبتها في حرم الجامعة بحضور محافظ محافظة بيت لحم السيد كامل حميد، ورئيس مجلس أمناء جامعة فلسطين الأهلية الأستاذ داود الزير، ورئيس جامعة فلسطين الأهلية الدكتور عماد الزيرورئيس بلدية بيت لحم المحامي أنطون سلمان،  وقادة الاجهزة الامنية ومدراء الدوائر الحكومية ورؤساء البلديات ومؤسسات المجتمع المدني ورجال الدين المسيحي والاسلامي وأعضاء الهيئتين الأكاديمية والإدارية وأهالي الطلبة.

وضم الحفل  نحو (529) خريج وخريجة من مختلف تخصصات درجتي البكالوريوس والدبلوم المتوسط، وأقيم وسط أجواء من الفرحة والبهجة والسرور.

بدأ الاحتفال الذي تولى عرافته الأستاذ محمد طحاينة، بدخول موكب الخريجين والخريجات وأعضاء الهيئة التدريسية وعمداء الكليات ونواب الرئيس ومجلس الأمناء وضيوف المنصة، وتلا الأستاذ جمال ثوابته آيات عطرة من القرآن الكريم، فيما عزفت المجموعة الكشفية الارثوذكسية البيتجالية السلام الوطني الفلسطيني، ووقف الجميع دقيقة صمت على أرواح شهداء فلسطين.

ورحب رئيس الجامعة الدكتور عماد الزير بالحضور قائلا “أسعد الله مساءكم جميعا بكل الخير في هذا اليوم الجميل في هذا اليوم الفلسطيني في هذا الاحتفال المهيب”.

واستذكر الزير الراحل الأستاذ الدكتور عوني الخطيب قائلا “قبل ان نبدأ لا بد لنا أن نتذكر احد فرسان التعليم العالي الفلسطيني، الذي ترجل باكراً المرحوم الاستاذ الدكتور عوني الخطيب رحمه الله رئيس جامعة فلسطين الأهلية السابق”.

وقال “نعم، جامعة فلسطين الأهلية تعيش لحظات جميلة من عمرها بالرغم من ما مرت به من تحديات بسبب جائحة كورونا وما نتج عنها من تغيرات في أوجه الحياة على الصعيد السياسي والاجتماعي والاقتصادي وأيضا التعليمي والتحول السريع من التعليم الوجاهي الى التعليم الالكتروني عن بعد، هنا كان التحدي الحقيقي لقدرة الجامعة ومرونتها في أن تحولت بسلاسة وبسرعة الى التعليم الإلكتروني الرقمي،  والذي مكننا من الحفاظ على حقوق الطلبة باستمرار العملية الأكاديمية”.

ووجه الزير التحية لكوادر الجامعة قائلا  كل التحية لكوادر جامعة فلسطين الأهلية، التي بذلت مجهودات كبيرة في سرعة الاستجابة لمتطلبات المرحلة، التي فرضت علينا وكانت تتطلب قرارات تكتيكية واستراتيجية استطعنا من خلالها تحويل المخاطر إلى فرص بفضل الله.”

وتابع “هم كادر هذه الجامعة الذي نفتخر به.. والذي اذا نظرنا الى اعينهم نجد حبهم وولائهم وانتمائهم لهذه الجامعة يترجم الى فعل ليس بقول”.

وقال ” ان الجامعة ومنذ تأسيسها، تسعى بخطى ثابتة، وبمجهود نوعي، وفكر تقدمي، نحو التميز الأكاديمي الخلاق، وخدمة المجتمع والأمة، ورفد مؤسسات الوطن بالكوادر البشرية، المؤهلة والمدربة على المنافسة على الصعيدين المحلي والدولي وهذا كان بفضل الله أولا ثم بفضل أصحاب الرؤية الثاقبة من مؤسسي هذه الجامعة الغراء وبجهد طواقم الجامعة الذين واصلوا العمل ليلا ونهارا حباً وانتماءً وعطاءً تجاوز كل حدود العمل الاعتيادي”.

وقال ان “الجامعة تابعت تقدمها وتطورها على جميع الأصعدة ، واستطاعت أن تحقق إنجازات نوعية في مجالات عديدة، كان من أبرزها إنشاء كلية الدراسات العليا والبحث العلمي وذلك بإطلاق أربعة برامج للماجستير، تضمنت برامج علمية نوعية، كتخصص الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات، والمحاسبة والتمويل، وبرامج ماجستير أخرى مثل قانون الأعمال، وبرنامج الريادة والأعمال وغيرها قيد الاعتماد “.

أما على صعيد برامج البكالوريوس، فقال “أنشأنا كلية الهندسة وتكنولوجيا المعلومات واضافة برامج نوعية مثل برنامج هندسة النظم الذكية،  وبرامج هندسية اخرى في طريقها الى الاعتماد قريباً بإذن الله”.

وقال “استطعنا استحداث برامج جديدة على صعيد درجة البكالوريوس أيضاً، هذه البرامج نوعية جاءت بناءً على دراسة معمقة لاحتياجات ومتطلبات سوق العمل الفلسطيني كان من أبرزها برنامج التمريض والتغذية الطبية العلاجية، وتخصص التأمين وإدارة المخاطر”.

وتابع “نتيجة للأثر السلبي لجائحة كورونا على التجارة العالمية، وعلى شكل السوق والخدمات التجارية، استحدثنا برنامج التجارة والتسويق الالكتروني، وغيرها من البرامج التي لازالت قيد التقييم والدراسة لدى الهيئة الوطنية للاعتماد والجودة”.

وقال “نعم في ثمانية عشرة شهرا من جائحة كورونا، استحدثنا أحد عشر برنامجا وأنشانا كليتين

وهنا لا بد لنا أن نحيي معالي وزير التعليم العالي والبحث العلمي الاستاذ الدكتور محمود أبو مويس المحترم  والدكتور معمر شتيوي رئيس الهيئة الوطنية للاعتماد والجودة على جهودهم الكبيرة في دعم مسيرة التعليم العالي في فلسطين”.

وقال “اننا في جامعة فلسطين الأهلية، لا نتحدث عن الريادة بل اننا نمارسها على ارض الواقع ، قبل سنتين من الان استحدثنا برنامج الطاقة الشمسية، والذي نرى الان الدفعة الاولى من الخريجين مع هذه الكوكبة من خريجي الجامعة، أنشأت الجامعة مباشرة، أول شركة تابعة لها بالكامل هي الشركة الأهلية للطاقة الشمسية، وباشرت في تدريب طلابها وتنفيذ وتركيب مشاريع الطاقة الشمسية في الوطن، والان يعمل عدد من الطلاب في هذه الشركة، على امل أن نستوعب اكبر عدد ممكن في المستقبل القريب ان شاء الله من خريجي هذا التخصص”.

وقال “نعم، هنا في جامعة فلسطين الاهلية جامعة الوطن نمارس ونصنع الابداع والابتكار، ولا نقدمه كنظريات موجودة في الكتب فقط، وانما تدعم الجامعة الابداع والتميز على جميع المستويات، وهنا أزف لكم خبر تمكن الجامعة من تسجيل براءة اختراع وبجهود أصحاب العقول النيرة والذي توجته الزميلة هبة صلاحات باختراعها “لنظام جديد للقراءة والكتابة لذوي الاعاقة البصرية ” وبهذا تقدم الجامعة وطواقمها من العلماء والمبدعين، إضافة نوعية للإنسانية، لتستمر في دورها البناء والايجابي كمنارة علم ومعرفة في بناء مجتمع قادر على الانتاج والتقدم فرسالة الجامعة ورؤيتها تحتم علينا المساهمة الفاعلة في تطور ورقي المجتمع فكل الاحترام لكم وكل الفخر للعاملين في هذه الجامعة وللطلبة للخريجين على هذه الإنجازات”.

وقال “وبرغم كل التحديات والظروف الصعبة، لم تتوقف عجلة التطوير والتخطيط الاكاديمي، والتطوير الاستراتيجي، فقد تم اعداد خطة اكتوارية، وتم اعادة تقييم اداء المؤسسة،  وعلى هذا الصعيد ايضا، فقد استطعنا ومن خلال لجاننا المختصة، من اعادة النظر في البرامج والخطط الدراسية، وتطويرها لتتلاءم مع متطلبات المرحلة، وتوظيف التكنولوجيا والانتاج الاكاديمي والمعرفي الرقمي، لتكون الجامعة قادرة أكثر على مواكبة التطور التكنولوجي والتسارع متجهين نحو جامعة ريادية ذكية”.

وعلى صعيد تطوير الكادر البشري، فقد ابتعثت الجامعة اكثر من 18 مبتعثاً من طواقمه او طلابها، لاستكمال دراساتهم العليا في درجة الدكتوراه في اوروبا واميركا واسيا”.

أما على الصعيد الانشائي والتوسع فقال “هناك وليس ببعيد من هنا، العمل جارٍ على قدم وساق في بناء الحرم الجامعي الجديد!!  وهذه قصة جديدة تروى في حياة هذه الجامعة، استطعنا بفضل الله تعالى، البدء في انشاء مبنى كلية الهندسة، بمساحة تقدر بـ 3000 متر مربع، وايضا الملعب الرياضي، والمدرج الرياضي الذي يتسع الى أكثر من 1500 شخص، والانجازات تستمر، وسيكون قريباً وضع حجر الاساس للمكتبة المركزية في الحرم الجديد، يليها المبنى الرياضي”.

وقال “الحلم كبير والرسالة عظيمة، وسقفنا السماء بفضل الله وجنود هذه الجامعة الاوفياء، موظفيها: أكاديميين واداريين، طلبتها الاعزاء، مجلس امناءها وادارتها الذين نستمد منهم القوة وعلى رأسهم سعادة الاستاذ داوود الزير مؤسس الحلم وراعيه وصاحب الارادة الصلبة الذي نستمد منه الامل والحكمة والارادة. نعاهدكم وجميع كوادر هذه الجامعة على ان نبقى كما عهدتنا الاوفياء أبداً ودائماً لهذا الصرح وهذه الرسالة العظيمة، رسالة العلم”.

وقال “أخيراَ، فأنتم أيها الخريجون، يا أحبتنا ويا من يعز علينا فراقكم، كما أننا سعيدون جداً بوصولكم لهذه المرحلة، تذكروا “ان المعرفة ليست المعلومات فقط، فمصدر المعرفة هو التجربة والخبرة”

وختم قائلا “أدعوكم جميعاً للخوض في سوق العمل، ولا تجعلوا خياراتكم محصورة فقط في وظيفة هنا أو هناك، بل  بادروا في انشاء مشاريعكم الخاصة، أنتم مدربون ومهيؤون ومستعدون بشكل جيد، عليكم بالمحاولة والتجربة، تعلموا أكثر. فأنتم الشباب المتعلم المثقف ستحملون الراية وستكونوا بإذن الله تعالى العنصر الفاعل والبناء في هذا الوطن “.

وبارك للخريجين قائلا “أبارك لكم هذا النجاح وأبارك لأهاليكم ولذويكم، لأمهاتكم واباءكم، الذين بذلوا جهود كبيرة حتى بلغتم هذه المرحلة. أحييكم جميعاً، أشكركم جميعاً وأشكر لجنة التخريج وكل من ساهم في انجاح هذا الحفل الجميل. ”

بدوره، بارك محافظ محافظة بيت لحم اللواء كامل حميد للخريجين، متمنيا لهم المزيد من التقدم والنجاح والازدهار.

وأشاد حميد بالإنجازات التي حققتها الجامعة على مدار السنوات الأخيرة، قائلا “ان فلسطين الأهلية باتت من الجامعات المتقدمة على مستوى الوطن وتقفز بخطوات ثابتة في مجال البحث والمعرفة”.

وقال حميد موجها حديثا للخريجين “اليوم انهيتم مرحلة هامة من مراحل حياتكم العملية وأنتم تنطلقون نحو مرحلة البناء، فأنتم بهذا الحفل تحصدون ما زرعتموه على مدار السنوات الأخيرة من الجد والتعب والاجتهاد “.

وحث حميد الطلبة على نقل تجربتهم إلى المجتمع وتعزيز القيم والمبادئ التي تعلموها خلال حياتهم الجامعية.

والقت الطالبة الأولى على الجامعة حنين خليل موسى من كلية الحقوق كلمة الخريجين  أعربت فيها عن سعادتها بالتخرج، قائلة : “إنه ليشرفني ويسرني أن أقف أمامكم اليوم ممثلاً لزملائي الخريجون، الذين تعبوا ودرسوا فنجحوا وأبدعوا وتفوقوا، واليوم اجتمعوا ليحتفلوا بتخرجهم، وقلوبهم ملؤها الفرح والفخر والعزة والشموخ”.

وقالت  “ان جامعة فلسطين الأهلية لم تكن مجرد جامعة بالنسبة لنا، إذ أنها منحتنا العلم والمعرفة، منحتنا أياماً ملؤها، الجهد والاجتهاد والأمل، منحتنا اخواتٍ واخوةٍ لم تلدهم أمهاتنا، منحتنا عطاءً نابضاً بالمحبة والتسامح، والطموح، وها نحن اليوم قد تخرجنا، واضعين نصب أعيننا مستقبلاً مزدهراً وحياة مهنية مكللاً بالنجاح”.

ووجهت حديثها للخريجين قائلة ” أقول لكم، لقد عملتم بجدٍ بلا كلل أو ملل، لكي تجلسوا اليوم رافعين رؤوسكم مفتخرين بنجاحكم، مقبلين على الحياة. فأرجو منكم أن تكونوا محبين بعضكم لبعضٍ، متمنين الخير للناس كافة، أمناء على دينكم وقيمكم وأخلاقكم ووطنكم، وخير سفراء لجامعتكم، وخير رسل لأستاذتكم الأفاضل في كُل الميادين وحمل”.

ووجهت جزيل شكرها للأساتذة قائلة “أنتم أصحاب الفضل العظيم في وجودنا هنا اليوم، وانتم من قدمتم لنا العلم والمعرفة، وكنتم الناصحين والموجهين والداعمين لأفكارنا ورؤانا الابتكارية المبدعة”

وباسم الطلبة شكرت اهاليهم قائلة “نهديكم نجاحنا الباهر، ونثمن ما قدمتموه لنا من عونٍ ومساندة. أنتم نور الحياة، ومن دونكم لا نصل إلى أهدافنا.

وقالت “لقد اخترت دراسة الحقوق، كي تكتمل الصورةُ في وجداني. وأرى أننا قادرين على تحقيق العدل والمساواة”.

بدوره قال الأستاذ داود الزير رئيس مجلس أمناء جامعة فلسطين الاهلية “ان  التعليم مر خلال العامين الماضيين في فترة مريرة بسبب وباء كورونا وكانت فترةً صعبة من الاغلاقات للمدراس والجامعات وكان البديل التعليم عن بعد بواسطة البرامج الالكترونية التي لم تكن تفي بحاجة الطلبة من العلم والتعليم وكانت سنوات قاسية كان لها أثرها العكسي علمياً  ونفسياً على طلبتنا في المدارس والجامعات”.

وتمنى ان نتخطى هذه الجائحة ليعود الطلبة إلى مدارسهم وجامعاتهم بالتعليم النظامي.

وتابع ” رغم كل المعيقات فإنني أشعر بالغبطة والسرور لما أنجزنا في هذا الصرح العلمي من تطور ونجاح، لقد استغلينا تلك الفترة بأن خطونا بهذه الجامعة خطوات حثيثة ناجحة من حيث الدراسات والأبحاث العلمية والحصول على برامج متميزة التي تتماشى مع حاجة مجتمعنا وسوق العمل وقد توسعنا في بناء المنشآت رغم كل المعيقات، وما أكثرها في ظل الاحتلال والاغلاقات والحصار والموانع الكثيرة وضعف الموارد المالية، لقد استطعنا بعون الله تخطي كل ذلك وأن ننجز ونبدع خلال سنوات قليلة من عمر هذه الجامعة مقارنةً مع الجامعات التي أنشئت قبلنا بعقود من الزمن”.

وقال “سنبقى نعمل بجدٍ واجتهاد لتصبح هذه الجامعة مع مقدمة ركب الجامعات الفلسطينية في التميز والابداع والريادة ليصبح رواد هذه الجامعة من الطلبة يتحلون بالفكر والابداع والانتاج بجانب التعليم النظري والعملي”.

وأشار إلى ان الجامعة وظفت كل أفكار المبدعين والباحثين في مركز الدراسات والأبحاث في هذه الجامعة لصالح تطور قدرات الطلبة وللإنتاج العلمي في مجالات متعددة لمصلحة طلبتنا ومجتمعنا الفلسطيني ولقضيتنا الوطنية.

وهنأ ذوي الطلبة من الآباء والأمهات بتخريج هذه الكوكبة من أبنائنا.

وأوصى الخريجين” بالحفاظ على أمانة العلم والاخلاص في العمل والصدق في القول وحسن المعاملة لتكونوا صورة صادقة لأخلاق العلم والمتعلمين في حياتكم الجديدة المختلفة تماماً عن حياة الجامعة. فأنتم ذاهبون إلى الجد والعمل لتردوا الجميل لأهلكم ولبناء مستقبلكم”.

وجرى تكريم أوائل الطلبة على الكليات الأكاديمية، حيث سلم أعضاء المنصة الجوائز المقدمة من شركة اكرم سبيتاني على الطلبة التالية اسمائهم: حنين خليل يوسف موسى الأولى على كلية الحقوق والأولى على الجامعة، ختام أحمد صالح القريناوي الأولى على كلية الآداب، بتول نضال موسى موسى الأولى على كلية العلوم الطبية المساندة، زهرة علي عبيد الربايعة الأولى على كلية العلوم الإدارية والمالية، عمرو فهمي حمد ادريس الأول على كلية الهندسة وتكنولوجيا المعلومات، اكرم سعدي عبدالرحمن ارطيش الأول على كلية المهن والعلوم التطبيقية

وفي الختام، تم توزيع الشهادات على الطلبة الخريجين